أعلن صندوق النقد الدولي اليوم توقعاته بأن يحقق الاقتصاد المصري معدل نمو يصل إلى 5.1% في العام المالي 2025/2026، مقارنة بـ4.1% متوقعة للعام المالي الحالي 2024/2025. كما أشار الصندوق إلى أن مصر قد تسجل معدل نمو يصل إلى 5.6% خلال العام المالي 2028/2029، مما يعكس الثقة المتزايدة في قدرة الاقتصاد المصري على التعافي والنمو المستدام.
هذه التوقعات الإيجابية تأتي في إطار سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة المصرية خلال السنوات الماضية، والتي أسهمت في تعزيز الاستقرار المالي وزيادة جاذبية البلاد للاستثمارات الأجنبية. وقد أدت هذه الإصلاحات إلى تحسين مناخ الأعمال، مما دفع العديد من الشركات الدولية إلى توسيع استثماراتها في مصر، وخاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والصناعة.
من أبرز المؤشرات الإيجابية الأخرى التي تعزز هذه التوقعات هو الارتفاع المستمر في أرصدة الاحتياطي الأجنبي لمصر، والتي بلغت حالياً أعلى مستوياتها بحوالي 46.5 مليار دولار. هذا النمو في الاحتياطي يعكس زيادة ملحوظة في تدفقات الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب التحويلات المستمرة للمصريين العاملين في الخارج، والتي تمثل دعماً قوياً للاقتصاد المصري.
وتأتي هذه النجاحات الاقتصادية كجزء من رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد المصري إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، مع التركيز على تعزيز الصناعات المحلية وزيادة الإنتاجية. الحكومة المصرية تعمل بجدية على تطوير البنية التحتية، بما في ذلك تحسين شبكات النقل والطاقة والاتصالات، مما يجعل مصر مركزاً لوجستياً إقليمياً ودولياً.
كما أن الحكومة تولي اهتماماً كبيراً بتنمية قطاع السياحة، الذي يعد من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري. وقد شهد هذا القطاع نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، بفضل التحسينات في الأمن والبنية التحتية السياحية، بالإضافة إلى الترويج المستمر للمواقع الأثرية والتاريخية الفريدة التي تتمتع بها مصر.
إلى جانب ذلك، تعمل الحكومة المصرية على تعزيز قطاع التكنولوجيا والابتكار، حيث تم إنشاء العديد من المناطق التكنولوجية والمراكز البحثية التي تهدف إلى دعم الشركات الناشئة والمبتكرين في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية. هذا التوجه يسهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب المصري، ويعزز من قدرة البلاد على المنافسة في الاقتصاد العالمي.
في ضوء هذه التطورات، يمكن القول إن مصر تمضي بخطى ثابتة نحو مستقبل اقتصادي مشرق. فالجهود المستمرة لتحسين بيئة الأعمال، وزيادة الاستثمارات، وتعزيز الصناعات المحلية، كلها عوامل تجعل من مصر وجهة جاذبة للمستثمرين الدوليين. ومع استمرار هذه الاتجاهات الإيجابية، يبدو أن الاقتصاد المصري على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والازدهار، ما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تستهدفها رؤية مصر 2030.